يعتبر قطاع الاستزراع المائي من أسرع قطاعات إنتاج الغذاء تطورًا ونموًا في العالم وذلك في ظل الزيادة السكانية المتلاحقة على مستوى العالم، وأصبح من الضروري توفير احتياج الفرد من المنتجات المائية وتحقيق مبدأ الاكتفاء الذاتي ومحاولة زيادة المنتجات المستزرعة من أجل تحقيق النمو الاقتصادي والتنمية المستدامة للبلاد، ونجد أن أنظار المستثمرين تتجه نحو الفرص الاستثمارية الخاصة بهذا القطاع لما له من أهمية قصوى في توفير الغذاء المائي للأفراد وزيادة حجم الطلب عليه، كما أن الاستثمار في هذا القطاع أصبح ضرورة اقتصادية حيث أنه يزيد من فرص العمل مما يوفر الاستقلالية المالية للفرد كما يدعم التنمية الاقتصادية للبلاد، فالأسماك ثروة غذائية متجددة، وهذا القطاع يقوم على حماية الأمن الغذائي للبلاد وهذا من أسباب التنمية والاستقرار، وتعد المملكة العربية السعودية من الدول التي لديها مساحات شاسعة يمكن استغلالها والاستفادة منها ولا تتوافر بها الموارد المائية لذلك نجد أن هذا القطاع سيكون له أكبر الأثر على النمو الاقتصادي وتحقيق التنمية المستدامة في المملكة.
كل ما يجب معرفته عن مشروع الاستزراع المائي
هو عملية استثمارية وتنموية تهدف إلى تعزيز قيمة الموارد بالمملكة العربية السعودية وتعزيز الأمن الغذائي بها والمقصود به هو إنتاج الأحياء المائية كالأسماك والمحار والطحالب والقشريات تحت ظروف بيئية معينة ووفق ضوابط ومعايير بيئية محددة من أجل تنظيم العملية الإنتاجية، كما أنه عملية استغلال الحيوانات والنباتات التي تعيش في المياه العذبة ويتم ذلك في برك وخزانات أو أقفاص وأحواض، ويحقق الاستثمار في هذا القطاع عوائد مالية هائلة وأرباح عالية بصورة مستمرة في حالة الاهتمام بالمنتج المستزرع ومراعاة عوامل الجودة في الإنتاج، كما أن عمل دراسة جدوى للمشروع ومعرفة الفرص الاستثمارية المتاحة يعد من المقومات التي تعمل على نجاح المشروع واستمراره وتطوره، من خلال تحقيق أهدافه الاقتصادية والتنموية.
أنواع الأنظمة في الاستزراع المائي
- التربية في الأحواض وهي أحد الأنظمة الأكثر شيوعًا في العالم وقد تكون الأرضية لهذه الأحواض من البلاستيك وقد تكون خرسانية أو ترابية.
- التربية في الأقفاص العائمة، يتركب القفص العائم من الخشب أو الحديد المجلفن أو البلاستيك تكون بأبعاد محددة بحيث تأخذ أشكالًا مختلفة وتثبت في المجرى المائي أو البحيرة أو المسطح المائي.
شروط اختيار موقع الأقفاص
- المحافظة على نظافة المياه والتخلص من المواد الطافية قدر الإمكان.
- وجود تيار مائي متجدد.
- أن يكون عمق الماء كافيًا من أجل وضع الأقفاص.
- وجود كمية أكسجين كافية لتلبية المنتج المستزرع.
- أن يكون الموقع قريبًا من السوق المحلية لسهولة الوصول إليها.
- أن يكون الموقع في مأمن من الحشرات والمبيدات التي قد تستخدم في مواقع قريبة من موقع الأقفاص العائمة.
مميزات الاستزراع المائي في الأقفاص العائمة
تمتاز التربیة في الأقفاص العائمة عن غيرها من النظم الأخرى بمميزات عدة ومنها:
- يمكن وضع هذه الأقفاص العائمة في أي مسطح مائي مناسب.
- سهولة متابعة العمل في الأقفاص العائمة.
- سهولة اكتشاف الأمراض وسرعة التصرف.
- غزارة المحصول بالمقارنة مع الأنواع الأخرى.
- قلة العمالة المطلوبة مع مراعاة توافر عنصري السرعة والدقة لدى العاملين بهذا المجال.
- يتم تصنيع الأقفاص من خامات محلية بسيطة مما يدل على الأسعار البسيطة لهذه الأقفاص.
- يمكن وضع أحجام مختلفة من المنتج في نفس القفص وبالتالي يمكن الحصاد على مدار السنة مما يضمن للمستثمر عائد مالي كبير.
- استخدام المسطحات المائية التي يصعب إقامة مزارع تقليدية علیها أو يصعب الصید منها، مثل البحيرات ذات القيعان الصخرية أو المحتوية على نباتات مائية تعیق عملیات الصید.
مشاكل استخدام الأقفاص العائمة
- سهولة السرقة.
- احتمال الإصابة بالأمراض وخصوصًا الأمراض الطفيلية بسبب الكثافة العالية للمنتج.
- نمو الطحالب وغيرها من الكائنات المائية على الشباك، مما قد يعمل على تقليل التهوية مما يقلل من العمر الافتراضي للأقفاص.
- الاعتماد الكلي على الغذاء الصناعي عند تربية الأسماك مما يزيد من التكاليف الجارية.
- الحاجة المستمرة لتنظیف الشباك والعناية به مما يضيف جهدًا وعبئًا ماليًا إضافيًا على المشروع.
- فقد كميات من الغذاء من خلال فتحات الشباك عند تربية الأسماك.
- عدم إمكانية السيطرة على درجة حرارة الماء بما يناسب نوع معين من الأسماك.
عوامل نجاح عملية الاستزراع المائي
- جودة الماء: يجب متابعة ومراقبة جودة الماء بشكل مستمر، ومتابعة درجة الحموضة، ومستويات الأكسجين المذاب في الماء، وكذلك مستويات الأمونيا والنترات والنتريت، ويجب أن تكون هذه العوامل ضمن المستويات المناسبة لجودة وصحة المنتج المستزرع.
- درجة حرارة الماء: تعد درجة حرارة الماء أحد العوامل المهمة لصحة المنتجات المستزرعة ويجب متابعة درجة حرارة الماء وضبطها وفقًا لاحتياجات الأنواع المختلفة من المستزرعات.
- التغذية المتوازنة: يجب متابعة الأغذية وضمان توفير أعلاف متوازنة ومغذية تحتوي على جميع العناصر الغذائية الأساسية كما يجب تحديد الكمية المناسبة من الطعام وتوزيعه بشكل مناسب على مدار اليوم.
- صحة المستزرعات: يجب مراقبة صحة الأسماك بشكل دوري، والبحث عن أي إشارات على وجود أمراض أو طفيليات أو إصابات لاتخاذ اللازم و يجب اتخاذ إجراءات الوقاية والعلاج المناسب للحفاظ على صحة المنتجات والتأكد من تطورها السليم وتكاثرها وصحتها العامة.
- نظافة الحوض: يجب الاهتمام بنظافة الحوض أو النظام المائي للتجنب من تجمع الرواسب أو الروائح الكريهة، يجب إجراء تنظيف منتظم للحوض وإزالة الفضلات وتوفير بيئة نظيفة للمنتج من أجل الحصول على أفضل النتائج وتحقيق أعلى الأرباح.
- متابعة هذه العوامل بانتظام واتخاذ الإجراءات اللازمة للحفاظ على صحة المنتج سيساهم في تعزيز نموه وصحته وتقليل المخاطر والأمراض والتكاثر غير المرغوب فيه وحدوث مشاكل بيئية في الحوض أو النظام المائي
مراحل الاستزراع المائي
عملية التربية تحتاج لعدة مراحل مهمة وهي:
- اختيار الحوض وتجهيزه: حيث يتم اختيار الحوض ومن ثم النظام المائي المناسب للتربية، كما يجب أن يتوافر في الحوض العوامل المهمة مثل درجة حرارة الماء وجودة الماء ونظام الترشيح والأمان والتهوية الجيدة،
- توفير البيئة المناسبة: حيث يتم ضبط معايير البيئة المناسبة للمزارع، مثل درجة الحرارة المناسبة ومستويات الأكسجين والأمونيا والنترات في الماء، كما يجب أن تكون هذه العوامل منظمة ومراقبة بشكل جيد للحفاظ على سلامة المنتج.
- انتقاء الأسماك المستزرعة: يتم اختيار الأنواع المناسبة لعملية الاستزراع وفقًا لأهداف التربية والأنواع المرغوبة إنتاجها حيث يجب اختيار أنواع صحية وقوية وذات جودة جيدة لضمان نجاح عملية الاستزراع السمكي.
- تغذية الأسماك: إن توفير الغذاء المناسب يعد سبب أساسي من أسباب نجاح المشروع، لذا يجب توفير أنواع متنوعة من الأغذية والأعلاف التي تحتوي على العناصر الغذائية الضرورية لصحة ونمو المنتج المستزرع.
- الرعاية الصحية: يجب مراقبة صحة المنتج المستزرع بانتظام واتخاذ إجراءات الوقاية والعلاج اللازمة للحفاظ على صحة الأسماك، ويشمل ذلك متابعة جودة الماء والتصدي للأمراض والطفيليات ومحاولة الاحتفاظ بظروف البيئة المناسبة لعملية التربية.
- متابعة عملية الاستزراع المائي: يتم رصد نمو المنتج المستزرع لضمان تطوره ومتابعة تطوره الصحي وسلامته، يجب توفير المساحة المناسبة للتربية من أجل النمو والتكاثر وتوفير الظروف المناسبة لهذه العمليات.
- حصاد الأسماك: عندما يصل المنتج المستزرع إلى الحجم المناسب للاستخدام، يتم حصادها بعناية وفقًا للمعايير المناسبة، و يتطلب حصاد الأسماك إجراءات معينة للتأكد من سلامتها وجودتها أثناء النقل والتخزين، إلى أن نصل لمرحلة التسويق وتحقيق الأرباح من الاستزراع المائي وتحقيق التنمية الاقتصادية وتحقيق الاكتفاء الذاتي ومن ثم العمل على وجود فائض والتصدير للخارج.
لا تفوت فرصة طلب دراسة جدوى استزراع سمكي عبر الواتس
فرص الاستثمار والتنمية في مجال الاستزراع المائي
تدعم المملكة العربية السعودية الفرص الاستثمارية بقطاع الاستزراع المائي، وتهدف المملكة إلى دعم القطاع الخاص في تسويق المنتجات المستزرعة في الأسواق العالمية، وكذلك فتح أسواق جديدة مثل السوق الروسي الذي يساهم في توزيع المنتجات السمكية في خمس دول تابعة للاتحاد الروسي، مما يعمل على الارتقاء بالاقتصاد ويدعم عملية التنمية ويحقق أهداف الأمن الغذائي.
يقدم صندوق التنمية الزراعية قروضًا لتمويل مشاريع الاستزراع المائي، ويرفع صندوق التنمية قيمة القرض بنسبة 70% للمشاريع التي تستخدم الأدوات والتقنيات الحديثة، ويشمل الإقراض عددًا من الأنشطة مثل استزراع الروبيان واستخدام الأنظمة المغلقة عند تربية الأسماك في المياه الداخلية، مفرخات الأسماك، الأقفاص العائمة حيث يستفيد من التمويل كلًا من الشركات والأفراد والجمعيات التعاونية، حيث يهدف التمويل إلى توفير إنتاج عالي الجودة مما يعمل على رفع النمو الاقتصادي واستدامة الموارد الطبيعية في المملكة.
الأسئلة الشائعة
ما معنى الاستزراع المائي؟
هو عملية تربية الحيوانات أو النباتات التي تعيش في المياه العذبة في أقفاص أو أحواض من أجل توفير الأغذية المائية التي يحتاج إليها الأفراد ويمكن تصديرها إلى الخارج، مما يساعد على تحقيق الأمن الغذائي وتحقيق النمو الاقتصادي، واستغلال المساحات الواسعة الغير مستغلة وتحقيق الاستفادة القصوى منها، حيث إن مثل هذه المشروعات يساعد على توفير الموارد الطبيعية في البلاد.
تهدف دائمًا شركة استثمار لدراسة الجدوى إلى تقديم الدعم الكامل لعملائها وتقديم التحفيزات الاستثمارية التي تشجع المستثمرين على الانخراط في عالم ريادة الأعمال ومن خلال المقال نكون قد تعرفنا على الاستزراع المائي وأهميته في توفير الأغذية المائية بالقدر المناسب للأفراد مع محاولة العمل على زيادة أعداد المنتجات المستزرعة من أجل تصديرها بعد التأكيد على الاكتفاء الذاتي من أجل التنمية المستدامة ورفع النمو الاقتصادي للمملكة العربية السعودية، وتعرفنا في هذا المقال عن أنواع الأنظمة المائية وهي استخدام الأحواض واستخدام الأقفاص العائمة، وتعرفنا على مراحل تربية الأسماك، والعوامل التي تساعد على نجاح عملية التربية من أجل تحقيق أفضل النتائج بالحصول على منتج ذو جودة عالية مما يدعم بيعه في الأسواق المحلية والعالمية بسهولة ويسر، وتحقيق أعلى العوائد المادية التي تخدم الفرد والمجتمع وتحقق النمو الاقتصادي المنشود للمملكة العربية السعودية، نظرًا لأن الاستزراع السمكي في السعودية من المشاريع المستقبلية الواعدة.